من تاريخ تواشولت آث عبد السلام

· التعريف بعائلة آث عبد السلام ولمحة تاريخية:
"آث عبد السلام" عائلة من قرية تقربوست بلدية أغبالو ولاية البويرة. وهي فرع رئيسي ومحوري من "أذروم آث واعلي" من القرية، المتكون من عائلات أخرى هي: آث واعلي (حاملي ألقاب: حموم، عرقام، واديآث بلقاسم-أعمر(حاملي لقب أزرارآث قطاف (حاملي لقب قطافآث بلقاسم (حاملي لقب نزلىآث العربي (حاملي لقب باجيآث شاطر (حاملي لقب أوشنآث الحسين (حاملي لقب حواسين وليس حاملي لقب بلال). كما أن العائلة في علاقة مصاهرة إما آخذا او عطاءا مع جميع عائلات تقربوست خاصة دون إقصاء وعداوة وبغضاء وإنما في كنف الاحترام والتعاون المتبادل من اجل خير الجميع.
وقد تواجدت العائلة في قرية تقربوست منذ بداياتها الأولى ونشأتها وكانت ركنا من أركان تأسس القرية، إن في زمان تواجدها في "تقربوست أوفلا" قبل تأسس القرية الحالية كعرش سمي بـ عرش "آث كانا"، أو بعد النزول من تقربوست أوفلا إلى المكان الحالي للقرية الذي كان يسمى "ثيزي لخميس" بعد التوحد مع آث طاهر وآث تزروت عيقلا. وقد كان ذلك قبل دخول الإستدمار الفرنسي.
ويتواجد أفراد عائلة آث عبد السلام في قرية تقربوست في أغلب أحيائها ومواقعها الجغرافية. فهم متواجدون في "أمالوا"، في "أعفير/ثحمامين"، في "ثيغيلت إنورار"، في "ثالا قوشاحث"، في "بولغوغن"، في "ثيزي لخميس/لاميري"، في "ثيميزار"، في "ثاقنيتس إفاون"، في "ثينساوين"، في "أقني إضرفان"، وفي "بواكلان"، وغيرها من الأحياء والأماكن.
ولعائلة آث عبد السلام فروع لها خارج قرية تقربوست تأصلت في كل من البويرة، جلفة، آث عيذل، وببرج بوعريريج. ففي البويرة مثلا يتواجد أبناء وإخوة تخليجت محند (ابن الحاج دوزيام) في مدينة البويرة. وفي الجلفة يتواجد أبناء مليكش الحاج محند(ابن ثيعيذلت). أما في آث عيذل ببجاية فيتواجد اسماعيل مليكش بن عاشور وإخوته وأبنائهم. وببرج بوعريريج يتواجد أبناء وأحفاد أحد قدماء فروع مليكش في العائلة.
والإسم أو الكنية "آث عبد السلام" (بمعنى "بنو عبد السلام") هو اللقب الأمازيغي (باللهجة "القبائلية") الذي يطلق على مجموع الأسر التي تحمل الألقاب الإستدمارية: مليكش، تخليجت وباديس. فأفراد عائلة آث عبد السلام في مجموعهم من جد واحد هو أحمد بن عبد السلام كما تبينه شجرة العائلة في سجلات الحالة المدنية الذي قد أرسته فرنسا الإستدمارية في سنة خلال وضعها لنظام الحالة المدنية ضمن خطتها الإستدمارية ولفرنسة الجزائر وشعبها، وتغريبهم عن ذاتهم وأصلهم الحر النبيل على خطى المستعمرين قبلها.
فالألقاب مليكش وتخليجت وباديس ما هم إلا بقايا سياسة فرق تسد الإستدمارية، وهي ألقاب لا منطق نسبي لها وإنما منحت اعتباطا على ما في ذلك من خلفية محكمة التخطيط. فلقب مليكش نسبة إلى بني مليكش على حسب زعم العدوة فرنسا هو مكان مولد الجد الأول للعائلة، أو عندما كان يطلب من الجد الأول يوم تسجيله في الخالة المدنية الإستدمارية لمنحه لقبا ما لقبه أجابهم بأنه كان أو رجع من بني مليكش فكتب كذلك. فلقب تخليجت مثلا كالألقاب الأخرى يقال أنه نسبة إلى إسم مكان في قرية تقربوست تتواجد فيه ملكية عقارية للعائلة. أما لقب باديس فهو على لقب الأول من ذلك الفرع من العائلة. وحول لقب مليكش هناك تفسير يدور محتواه أن الجد الأول أجاب عند سؤاله بقوله للسائل "مل ايكتش" بالقبائلية وهو ما معناه "قل أو علم لنفسك أو لك".
الألقاب مليكش، تخليجت، وباديس ألقاب يحملها كما كل الألقاب في المجتمع الجزائري، غير أفراد عائلة آث عبد السلام. فلقب مليكش مثلا تحمله أسر ليست من عائلة آث عبد السلام في كل من الثنية ببومرداس، عين الحمام بتيزي وزو، وغيرها. وربما حمل ذلك اللقب من طرفهم كان كما حملنا له في عائلة آث عبد السلام أي نسبة إلى أن جدهم الأول كان أصله من بني مليكش، أو أنه هو والجد الأول لعائلة آث عبد السلام من أصل واحد، ...الخ. وهو ما يحتاج إلى دراسة تاريخية نرجو أن يتكفل بها أحد الجامعيين من أبناء عائلة آث عبد السلام، أو حاملي لقب مليكش على مستوى كل الوطن، مواصلة للجهاد بالفكر لإسترداد الذات والعرض بعد استرداد الأرض والوطن.
وأحمد بن عبد السلام الجد الأول للعائلة الذي تحمل العائلة اسمه ولد حسب شجرة العائلة الرسمية المذكورة في بني مليكش لذا هناك لقب مليكش من بين الألقاب التي يحملها أفراد العائلة.
وقد قامت العدوة فرنسا الإستدمارية تطبيقا لسياسة فرق تسد بتقسيم الشجرة الواحدة إلى ثلاث فروع وهمية من خلال الألقاب الثلاث للعائلة كما فعلت لعائلات أخرى لأن العائلة كانت عائلة كبيرة ذات وحدة ومنعة في القرية علاوة على أنها عائلة ثورية حاربت الإستدمار الفرنسي منذ بداياته الأولى. حيث أن "أسعيذ آث عبد السلام" كان من رؤساء قوم تقربوست كعرش دعى بعرش "آث كانا" "أورنكانوارا" ("أهل كانا الذي لا ينحنون") من طرف "جان دارك الجزائر" بطلة المقاومة "لالا فاظمة انسومر"، وقد كان أسعيذ آث عبد السلام ضمن قادة المقاومة ضد الإستدمار الفرنسي في المنطقة. وهو الذي خلد إسمه بمقولاته التي منها: " ديني يحرم، لن يرى وجهي وجهك" للإستدمار الفرنسي، و"ديني يحرم، لن آمن حتى ظهري"، و"إذا نقص لكم(للعدو الفرنسي) الملح لتشلحوهم أزودكم به"ذلك بعد أن يأست العدوة فرنسا من التمكن منه كمقاوم طالبة أن يستسلم وتمنحه "تقاعتس أوغماض" (الأراضي للخصبة بين امشداله الحالية حتى تزمالت) فرفض فأخذت أفراد عائلة آث عبد السلام كرهائن وهددت بذبحهم إن لم يستسلم.
فعائلة آث عبد السلام عائلة مقاومين وثوريين في الأصل والجوهر بحيث أنها العائلة الوحيدة من العائلات الكبيرة في تقربوست التي قدمت عددا كبيرا من الشهداء والزعماء في ثورة التحرير على رأسهم الشهيد مليكش السعيد المدعو "أفضيس" برتبة ملازم ومسؤولية قائد منطقة في الثورة التحريرية قبيل استشهاده في سبتمبر 1959 بعد أربع سنوات من الجهاد والكفاح، وليس من العائلة ولا خائن واحد أيضا. بل أن كل العائلة بجميع أفرادها ساهمت من قريب أو من بعيد بطريقة أو بأخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة في الثورة التحريرية، وتحملوا قمع الإستدمار وعملائه الخونة المسلط عليها باعتبار العائلة مورد للثورة بالرجال والدعم المادي والمعنوي من اجل الاستقلال الحرية والوطن.
ذلك بالإضافة إلى ما قدمته المجاهدين لم يكتب لهم شرف الاستشهاد خلال الثورة التحريرية وكذلك المناضلين السياسيين في الحركة الوطنية على رأسهم تخليجت أمحند المدعو دوزيام (الحاج دوزيام الحقيقي وليس ابنه الان) الذي يخلفه يخلفه تخليجت سالم المناضل العضو المؤسس والنشيط لفرع حزب الشعب على مستوى المنطقة مع صاحبه وصهره المدعو "الموطار آث قاسي" كأول رئيس للفرع وعضو المنظمة الخاصة بعد ذلك.
وإن قائمة الشهداء والمجاهدين الذين قدمتهم العائلة من أجل الوطن تتمثل في شهداء هم: مليكش سعيد بن محمد (حموش) أو المدعو سعيد نحموش والملقب ثوريا بـ "أفضيس"، مليكش حسين بن محمد(امحند) بن محمد (حموش)، مليكش محند بن الحاج العربي (أخ الطاهر بن الحاج العربي)، مليكش علي بن قاسي، تخليجت محند المدعو قلاوي، تخليجت أحسن بن بوجمعة، باديس محند بن بلقاسم، باديس عبد الرحمان بن بلقاسم. بمجموع ثمانية (08) شهداء أعضاء جيش التحرير.
أما المجاهدين فهم: مليكش المولود بن احميمي، مليكش الحاج محند بن عبد السلام (محند تعيذلت)، مليكش محمد بن محمد، مليكش عيس بن محمد، مليكش محند بن مزيان بن حميمي (بدون خلف/أولاد) (أخ مليكش عمر) جاهد في فرنسا، مليكش أحسن بن سعيد (الدا أحسن)، مليكش أعمر بن محند، تخليجت الحسين (في فيدرالية فرنسا)، تخليجت بلقاسم بن مخلوف، تخليجت محند بن الحاج دوزيام، تخليجت محند بن سعيد المدعو سانتور، بمجموع إحدى عشر(11) مجاهد بين مناضل، مسبل وعضو جيش التحرير.
كما أن العائلة أيضا عائلة علم وفن وأدب في تاريخها بحيث أن منها باديس أعمر الشاعر والصوفي صاحب الشيخ سي موحند والحسين وأحد تلامذته النجباء وأخا عضوا في الزاوية الرحمانية التي يعتبر الشيخ أحد مقدميها وزعيما لأحد فروعها في منطقة القبائل مقابل الشيخ الحداد في الفرع الثاني.
فهي عائلة ذات إرث تاريخي بطولي ثقيل يجب على الأحفاد الحفاظ عليه وتثمينه وخاصة الإفتخار به وعدم التنكر له وإنما جعله معلما برجاله ومواقفهم يستدل ويحتذى بهم.
فهي عائلة محترمة ساهمت دائما في نشر القيم النبيلة وإعطاء المثل في النبل والشجاعة والوطنية والرجولة والمروءة....الخ.
وللنساء في عائلة آيث عبد السلام مكانة محترمة بما يليق طبيعتهن ومكانتهن، وخاصة قدراتهن.

------------------------------------------------
* شجرة عائلة آث عبد السلام:
تم الحصول على شجرة العائلة من أرشيف الحالة المدنية لبلدية أغبالو التي تتبع إليها قرية تقربوست كمقر رئيسي لها، والذي هو استمرارية على سجلات الأرشيف الإستعماري. فشجرة العائلة مستقاة من سجلات المستعمر الفرنسي التي وضعها.
ويظهر على وثائق شجرة العائلة أنها وضعت في الثلث الأخير للقرن التاسع عشر (1870-1890)، ويظهر فيها اسم كل فرد من العائلة في تلك الفترة مع عمره بين قوسين في تلك السنة التي وضعت فيها الوثيقة. فشجرة عائلة آث عبد السلام وضعت في ثلاث وثائق كل منها تتعلق بلقب من ألقاب العائلة: مليكش تخليجت وباديس. ويكتب فيها على رأسها: اسم الأب الأول مع اسم ابيه بصيغة "فلان بن فلان" من مثل أحمد بن عبد السلام في وثيقة لقب مليكش و سعيد أو أسعيد بن عبد السلام في وثيقة تخليجت، وبلقاسم بن عبد السلام في وثيقة لقب باديس.
ويظهر من وثائق شجرة العائلة أن عبد السلام لم يكن له بنات أو أنها لم تسجل في ذلك الوقت لتزوجهن، وإنما له فقط أولاد ثلاث.
كما يظهر أن عدد أفراد العائلة يوم وضع شجرة العائلة هو 27 فرد بالنسبة للقب تخليجت بمجموع 09 أسر (منازل)، وبالنسبة للقب مليكش هو 20 فرد بمجموع 06 أسر (منازل)، أما بالنسبة للقب باديس فهو 07 أفراد بمجموع 02 أسرة. فيكون المجموع الكلي هو 54 فرد و17 أسرة، منهم 08 متوفين و64 حي يرزق آنذاك.
[1]- الاسم واللقب بالطريقة الأمازيغية يشمل اسم الشخص واسم أبيه واسم جده بكنيته أو لقبه المعروف به بالإضافة إلى اسم عائلته واسم القرية (أو المنطقة) التي ولد ونشأ فيها. أنظر قواعد وطرق النسب والنسبة عند الأمازيغ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق